كشفت السلطات المختصة في العراق تفاصيل جديدة في قضية البلوغر الشهيرة "أم اللول" التي حكم عليها بالسجن المؤبد "لتورطها بتجارة المخدرات".
وأصدر المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة لشؤون المخدرات، الحقوقي حسين يوسف التميمي، توضيحا بخصوص قضية المدعوة "أم اللول"، قائلا: "سبق وأن تم إلقاء القبض في بداية عام 2023 على المتهم (ق . و) وفق أحكام المادة (28) مخدرات، والذي يعمل في مراكز التجميل في محافظة أربيل ومحافظة بغداد في القرية اللبنانية بعد قدومه من محافظة أربيل إلى محافظة بغداد، حيث ضبط متلبس بالجرم المشهود بحيازة 1 كيلو غرام من مادة الكريستال المخدرة".
وأضاف: "وضبطت بحيازته أيضا هوية أحوال مدنية وجواز سفر باسم المدعوة (هديل خالد عبد) واعترف بقيامها مع متهمة أخرى تدعى (ع . م . م) بنقلهما المواد المخدرة من محافظة أربيل إلى محافظة بغداد بصحبته خلال عامي (2021 - 2022)، وبطرق مختلفة ومبتكرة".
وأردف: "تم إصدار مذكرة قبض بحقهما وفق أحكام المادة (28) مخدرات، في حينها، كما تم إصدار الحكم بحق المجرم (ق . و) بالسجن المؤبد من قبل محكمة الموضوع".
وأشار التميمي إلى أن "المتهمة (هديل خالد عبد) قد تم الحكم عليها لمدة 4 أشهر بقضية تتعلق بالمحتوى الهابط، المودعة في سجن النساء دائرة الإصلاح العراقية" مضيفا أنه "من خلال تدقيق بيان المطلوبية اتضح بأنها مطلوبة قضائيا وفق أحكام المادة (28) مخدرات، في القضية المودعة لدى المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية الخاصة بقضية المحكوم (ق . و)".
وأكمل التميمي أنه: تبين بأن المطلوبة "هي الملقبة (أم اللول) التي لم يتم التعرف عليها سابقا لوجود اختلاف في صورتها المثبتة في هوية الأحوال المدنية عن صورتها الحقيقية".
وقال: "تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها وعرضت أمام أنظار المحكمة المختصة وبعد مواجهتها بالأدلة المتحصلة ضدها اعترفت صراحة بجريمتها، وتم إحالتها إلى محكمة الموضوع التي أصدرت بحقها حكما بالسجن المؤبد وفق أحكام المادة (28) مخدرات".
وذكر المتحدث بأنه "قد فتحت بحق "أم اللول" قضية تحقيقية أخرى في محافظة أربيل تتعلق بتعاطي المواد المخدرة تختلف عن القضية التحقيقية التي حكمت عليها بالسجن المؤبد وفق أحكام المادة (28) مخدرات".
وكانت محكمة جنايات الرصافة قد أصدرت حكما بالسجن المؤبد على إحدى مشاهير التواصل الاجتماعي المدعوة هديل خالد عبد رشيد، الملقبة بـ"أم اللول" بعد إدانتها بتجارة المخدرات.
وكان القضاء العراقي قد حكم في أبريل الماضي على "أم اللول" بالحبس لمدة أربعة أشهر إستنادا لأحكام المادة (403) من قانون العقوبات المرقم 111 لسنة 1969 المعدل عن جريمة صناعة ونشر عدة صور وأفلام (فيديوهات) تتضمن أقوالا فاحشة ومخلة بالحياء والآداب العامة.
و"أم اللول" عرفت بداية كراقصة في أحد المقاهي والنوادي الليلية، قبل أن تصبح مشهورة كـ"تيكتوكرز" على تطبيق "التيك توك" الذي يتمتع بشعبية كبيرة في العراق.
المصدر: موقع "المديرية العامة لشؤون المخدرات" في العراق
جنايات الرصافة تصدر حكماً بالسجن المؤبد بحق المدعوة "أم اللول" بتهمة تجارة المخدرات الدولية pic.twitter.com/CyTpuzXHzh
— هشام علي :: husham ali (@husham_ali1) May 29, 2024
وعاش الشارع العراقي صدمة كبيرة، إثر صدور قرار قضائي يقضي بالحكم على الفلوغر أم اللول بالسجن المؤبد، من قبل محكمة جنايات الرصافة.
جاء الحكم القضائي بحق هديل خالد عبد رشيد، المعروفة باسم أم اللول ، وفقا للمادة 28 من قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2007، وفق القضاء العراقي.
وفي وقت سابق، صدر أمر قضائي باستدعاء أم اللول بتهمة المخدرات، قبل أن يصدر القرار يوم أمس، ليشكل صدمة بمنصات التواصل الاجتماعي في العراق.
وفي 23 نيسان/ أبريل المنصرم، أصدر القضاء العراقي، حكما بالحبس البسيط لمدة 4 أشهر على أم اللول ، بتهمة المحتوى الهابط، وجاء القرار حينها، استنادا لأحكام المادة 402 من قانون العقوبات العراقي، عن جريمة صناعة صور وفيديوهات، تتضمن أقوال فاحشة ومُخلّة بالحياء والآداب العامة.
القرار الجديد صدر أثناء وجود أم اللول في السجن وهي تقضي محكوميتها عن تهمة المحتوى الهابط وقبل 3 أشهر من إنهاء محكوميتها والإفراج عنها، ولكن ما هي تفاصيل الحكم بالسجن المؤبد؟ هذا ما سنكشفه في السطور التالية.
القصة بالتفصيل
بحسب المحامي عن أم اللول في قضية تهمة المحتوى الهابط محمد جمعة، فإنه وأثناء وجود أم اللول في السجن، جاءت دعوى من شعبة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، تفيد بأنهم يمتلكون مصادر استخباراتية تفيد بتورط أم اللول بتجارة المخدرات.
جمعة الذي رافع عن أم اللول في قضية المحتوى الهابط ، قال في حديث خاص لـ"اخبار العراق" ، إنه اطلع على الدعوى والتحقيق الذي جرى مع الفلوغر العراقية، وتفاصيل الحكم بحقها.
وفق المحامي، فإنه بعد أسبوعين من سجن أم اللول ، وتحديدا في منتصف الأسبوع الثاني من شهر أيار/ مايو الجاري، حدثت القضية الجديدة التي تخص تهمة المخدرات، بعد ورود كتاب من شعبة المخدرات يفيد بتورط أم اللول بنقل المواد المخدرة.
مخدرات ابن المحافظ مو مضرة للمجتمع مثل مخدرات ام اللول ... https://t.co/GYoFZHrQEn
— سَجَد الجبوري (@sjd_aljubori) May 30, 2024
يقول جمعة، إنه عند الاطلاع على الدعوى، تبين أنها مستندة إلى اعتراف متهم مدان بتجارة المخدرات، بأن أم اللول كانت تنقل له المخدرات من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق إلى بغداد مقابل مبلغ مليون دينار عراقي عن كل عملية نقل للمواد المخدرة، إضافة إلى مصادر استخباراتية لا أحد يعرف طبيعتها.
ويضيف محمد جمعة، أن أم اللول أنكرت التهمة بشكل مطلق، وعند فحصها تبيّن أنها نظيفة وغير متعاطية للمخدرات، مردفا، أن بعض التواريخ التي أعطاها المتهم المدان بشأن نقل أم اللول للمخدرات إليه من أربيل إلى بغداد، كشفت زيف ادعائه.
بحسب المحامي، فإن أحد التواريخ الذي أعطاه المتهم المدان، تم دحضه؛ لأن أم اللول كانت حينها خارج العراق في دبي، وتم التأكد من ذلك من خلال جواز سفرها، إضافة إلى تاريخ آخر أعطاه، كانت حينها “أم اللول” في أربيل وليست في بغداد.
ويُشير جمعة، إلى أن “أم اللول” عندما تأتي إلى بغداد من أربيل، تسافر عبر الطيران وليس برا، وهذا موثّق عند مطاري بغداد وأربيل الدوليين، متسائلا، أين كانت السلطات الأمنية في المطارين ولماذا لم تعثر على المواد المخدرة بحوزة “أم اللول”، إن كان الأمر صحيحا فعلا؟
جمعة يلفت في حديثه مع “اخبار العراق”، إلى أن “أم اللول” سبق وأن تم حبسها في أربيل بتهمة التعاطي، قبل أكثر من سنة تقريبا، ولكن سرعان ما تم الإفراج عنها، لثبوت عدم تعاطيها لأي نوع من أنواع المخدرات حينها.
“أم اللول بريئة”؟
جمعة يؤكد، أن “أم اللول” لم تعترف وأنكرت التهمة، ولم يتم إثبات أي دليل يؤكد تورطها بنقل وتجارة المخدرات، ولم يتم العثور على أي شيء يثبت تورطها، ويضيف أنها بريئة: “أنا مؤمن تماما ببراءة أم اللول”.
ويتابع جمعة، أنه وبشكل غير طبيعي تم التحقيق مع “أم اللول” ومحاكمتها وإصدار قرار الحكم بحقها في نفس الجلسة بغضون 20 يوما فقط لا أكثر، وهذا أمر لا يصدّق؛ لأن قضايا الجنائية والمخدرات، تستغرق من 3 أشهر إلى 7 أشهر، حتى يصدر الحكم النهائي، مُبديا استغرابه من السرعة والاستعجال في الحكم على “أم اللول” وبهذه الطريقة، التي استندت فقط لادعاء متهم مدان ومصادر استخبارية غير معروفة.
برأي جمعة وبناء على شواهد وقضايا عايشها بنفسه، فإنه عندما يُراد استهداف شخص معيّن وتوريطه، يتم اللجوء إلى شاهد مُدان من داخل السجن، ويتم إجباره أو إغراؤه بالاعتراف على أي شخص، ليتم الحكم عليه لاحقا بناء على الاعتراف القسري للشاهد المدان.
وتعد “أم اللول” من مشاهير “تيك توك” في العراق؛ إذ تمتلك عددا كبيرا من المتابعين، كما تشتهر بنشر مقاطع فيديو تتضمن الرقص والغناء، بالإضافة إلى تعليقات اعتبرها البعض “مثيرة للجدل” وغير مناسبة.
وتثير “أم اللول” الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي بالعراق بين مدة وأخرى، منها عندما بُثّت شائعات قبل أكثر من شهرين، عن منحها جوازا دبلوماسيا، قبل أن تنفي وزارة الداخلية الأمر في وقت لاحق.
جواد لؤي تاجر مخدرات وطلع بعفو رئاسي
— Tamara Alkhazraji 🍓 (@Tamarakhop) May 30, 2024
ام اللول راقصة اتُهمت بتجارة المخدرات ونحكمت مؤبد
شنو الفرق ؟ #البحر_الأحمر #الثورة_السورية #AgnikulCosmos pic.twitter.com/qhjUAwABGD
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني، العميد مقداد ميري، إن “مديرية الأحوال المدنية والجوازات والإقامة لم تمنح أي جواز دبلوماسي أو خاص أو خدمة للمدعوة (أم اللول)، ولم يصل من وزارة الخارجية العراقية أي كتاب بهذا الشأن”.
ويأتي الحكم بحق “أم اللول”، بعد أكثر من شهر من اغتيال الفلوغر “أم فهد” على يد مسلح مجهول في بغداد، وبعد اختطاف الإعلامية والفلوغر داليا نعيم، قبل أن يتم تركها بعد تعذيبها، وعقب موت “جوجو دعارة” الغامض في أحد سجون بغداد مؤخرا، فضلا عن حبس أخريات عديدات تحت تهمة “المحتوى الهابط”، ناهيك عن انزواء بعض الفلوغرات عن الحيز العام، مثل تيسير العراقية وغيرها.